في يومهم العالمي.. العمالة العربية تئن تحت وطأة كورونا وحرب أوكرانيا
في يومهم العالمي.. العمالة العربية تئن تحت وطأة كورونا وحرب أوكرانيا
للعام الثالث على التوالي يحتفل عمال العالم بيومهم السنوي تحت وطأة تأثير فيروس كورونا، والذي أدى إلى ارتفاع في فقدان الوظائف وانخفاض الدخل ومحدودية القدرات المالية على مواجهة الأزمة المتواصلة.
وتحتفل معظم دول العالم بعيد العمال في الأول من مايو سنوياً، وهو اليوم الذي جاء بعد سلسلة كفاح عمالي لتحسين الأجور وبيئة العمل منذ القرن التاسع عشر الميلادي.
ويقول مراقبون، إن أزمة تفشي فيروس كورونا، إلى جانب الصراعات والحروب في العالم العربي، أدت إلى تدهور أوضاع العمال، في ظل عدم وجود بيئة تشريعية تحمي حقوقهم وتوفر لهم بيئة عمل آمنة من المخاطر والكوارث.
بدوره، قال الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، في بيان، إن عيد العمال العالمي يأتي هذا العام والمنطقة العربية ما زالت تعاني من صراعات وأزمات اقتصادية تلقي بظلالها على أوضاع العمال العرب.
وأوضح الاتحاد الدولي أن استمرار تفشي وباء كورونا جاء ليضيف معاناة كبيرة للعمال فوق معاناتهم، رغم جهود الحركة النقابية العمالية في الوطن العربي.
وتعهد بمواصلة كل السبل المتاحة عملها للدفاع عن الحقوق والحريات النقابية وحقوق العمال في الوطن العربي، لتمكينهم من التغلب على الظروف والتحديات الاقتصادية والاجتماعية، خاصة مع استمرار الصراعات السياسية والعسكرية.
وفي مطلع العام الجاري، أصدرت منظمة العمل الدولية، تقريرًا بعنوان "الاستخدام والآفاق الاجتماعية: اتجاهات 2020"، قالت فيه إن وباء كورونا لا يزال يؤثر بشكل كبير على أسواق العمل العالمية.
وخفضت المنظمة من توقعاتها في انتعاش أسواق العمل خلال العام الجاري، مرجحة فقدان نحو 52 مليون وظيفة بدوام كلي عالمياً.
وأشار تقرير المنظمة الدولية إلى ارتفاع معدلات البطالة حتى عام 2023، بالمقارنة بمستوياتها قبل اكتشاف فيروس كورونا، موضحة أن ظهور سلالات جديدة من الفيروس مع غموض مستقبل المرض، سيؤثر سلبا على بيئة العمل الدولية ومعدلات فرص العمل.
كما أشار التقرير الأممي إلى أن أضرار فيروس كورونا، تتطلب سنوات طويلة من الإصلاح، خاصة أنها خلفت عواقب طويلة المدى على وضع القوى العاملة وفي بنية التماسك الاجتماعي والسياسي في المجتمعات.
وتوقعت المنظمة الدولية أن يستمر تأثير الأزمة السلبي على المرأة العاملة والشباب في السنوات المقبلة، لا سيما في ظل إغلاق مؤسسات التعليم والتدريب وغيرها.
وتأتي العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا (انطلقت في 24 فبراير الماضي) لتؤدي إلى زيادة معدلات التضخم العالمي وارتفاع الأسعار وتصيب الأسواق العالمية بالركود.
ويقول مدير عام منظمة العمل الدولية، غاي رايدر، إن أزمة فيروس كورونا لا تزال تلقي بظلالها على اقتصادات العالم، مؤكداً أن الآفاق ما زالت هشة وطريق التعافي طويل وبطيء وغير مؤكد.
وأضاف رايدر، في تصريحات صحفية، أن الأزمة ألحقت بسوق العمل أضرارًا شتى، إلى جانب زيادة نسب الفقر وعدم المساواة، لا سيما أن قطاعات مهمة كالسياحة والسفر الدوليين تعاني من ركود طويل المدى.
وأشار إلى أن تحقيق التعافي المستمر والمستدام في أسواق العمل، مرهون بالاستناد إلى مبادئ العمل اللائق، التي تنص على تحسين بيئة العمل وحفظ حقوق العمال في الصحة والسلامة والإنصاف والحماية الاجتماعية.
وتشهد بعض الدول العربية توترات سياسية، فيما تعاني دول أخرى من أعمال إرهابية، أثرت بدورها على بيئة العمل وأوضاع العمال، أبرزها ليبيا واليمن وسوريا والعراق والسودان والصومال.